للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها وواجب نعتها" (١).

قال التهامي:

طُبعتْ على كدرٍ وأنت تريدُها … صفواً من الأقذاء والأكدار

ومكلّف الأيَّامٍ ضدَّ طباعها … متطلّبٌ في الماءِ جذوة نار (٢).

ومن كلام جعفر الصادق: من طلب ما لم يخلق أتعب نفسه ولم يُرزق، قيل له: وما ذاك؟ قال: الراحة في الدنيا. وأخذ بعضهم هذا المعنى فقال:

تطلب الراحة في دار العنا … خاب من يطلب شيئاً لا يكونْ (٣).

وقال صفي الدين الحليّ:

قالَ العذولُ لمَ اعتزلتَ عن الورَى … وأقمتَ نفسكَ في المقامِ الأوهنِ

نادَيتُ طالبُ راحةٍ، فأجابَني … أتعبتها بطلابِ ما لم يمكن (٤).

وقال آخر:

ومن رام في الدنيا حياة سليمة … من الهم والأكدار رام محالا (٥).

وقال الماوردي: " الدنيا إذا وصلت فتبعاتٌ موبقة، وإذا فارقت ففجعات محرقة، وليس لوصلها دوام، ولا من فراقها بد، فرُضْ نفسك على قطيعتها لتسلم من تبعاتها، وعلى فراقها لتأمن فجعاتها، فقد قيل: المرء مقترض من عمره المنقرض، مع أن العمر وإن


(١) شرح الحكم العطائية (ص: ٣٦).
(٢) ديوان علي بن محمد التهامي (ص: ٢٧٦).
(٣) شرح الحكم العطائية (ص: ٣٦).
(٤) ديوان صفي الدين الحلي (ص: ١٢٠٩).
(٥) شرح الحكم العطائية (ص: ٣٧).

<<  <   >  >>