للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

* يا من انحرف عن جادتهم كُنْ في أواخر الركب، ونَم إذا نمت على الطريق؛ فالأمير يراعي الساقة (١) (٢).

* قيل للحسن: سبَقَنا القومُ (٣) على خيل دُهْم (٤) ونحن على حمُر معقّرة (٥)، فقال: إن كنتَ على طريقهم فما أسرع اللحاقَ بهم!

* المحب الصادق مَنْ وجد أُنسَه بالله بين الناس، ووجده في الوحدة.

* مَنْ فقدَ أنسه بالله بين الناس ووجده في الوحدة فهو صادق ضعيف. ومن وجده بين الناس ووجده في الخلوة فهو معلول. ومن فقده بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود. ومن وجده في الخلوة وفي الناس فهو المحب الصادق القوي في حاله. ومن كان فتحُه في الخلوة لم يكن مزيده إلا منها. ومن كان فتحه بين الناس ونصحهم وإرشادهم كان مزيده معهم. ومن كان فتحه في وقوفه مع مراد الله حيث أقامه، وفي أي شيء استعمله كان مزيده في خلوته ومع الناس. فأشرفُ الأحوال أن لا تختار لنفسك حالة سوى ما يختاره لك ويقيمك فيه، فكن مع مراده منك، ولا تكن مع مرادك منه.

* مصابيح القلوب الطاهرة في أصل الفطرة منيرة قبل الشرائع: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ} [النور: ٣٥].

* وحَّد قُسّ (٦) وما رأى الرسول، وكفر ابن أُبيٍّ وقد صلَّى معه بالمسجد!


(١) الساقة من الجيش: مؤخره. المعجم الوسيط (١/ ٤٦٤).
(٢) يريد: يا من قّصر به عمله عن طريق العارفين ولم يبلغ شأوهم، إياك أن تعدل عن طريقهم إلى غيره، بل ابقَ فيه ولو على التقصير؛ فلعل رحمة من الله تدركك حتى تُلحقك بالركب المقدّم، وجملة الحسن البصري التالية تجلِّي هذا المعنى.
(٣) يعني: الصحابة رضي الله عنهم.
(٤) الخيل الدهم: أي: السود، وهي من أجاويد الخيل وأسرعها.
(٥) معقرة: مجرّحة، والعقر: القطع، وعقر البعير قطع إحدى قوائمه. المعجم الوسيط (٢/ ٦١٤).
(٦) هو: قُسُّ بن ساعدة الإيادي.

<<  <   >  >>