للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

* صاحَ بالصحابة واعظ: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} [الأنبياء: ١]، فجزعت للخوف قلوبُهم، فجرتْ من الحذر العيون {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} [الرعد: ١٧].

* تزينّت الدنيا لعليٍّ فقال: أنتِ طالق ثلاثًا لا رجعة لي فيك، وكانت تكفيه واحدة للسُنَّة، لكنه جمع الثلاث؛ لئلا يتصور للهوى جواز المراجعة، ودِينه الصحيح، وطبعه السليم يأنفان من المحلّل، كيف وهو أحد رواة حديث: (لعن الله المحلّل) (١).

* ما في هذه الدار موضع خلوة، فاتخذه في نفسك (٢).

* لا بد أن تجذبك الجواذب، فاعرفها، وكن منها على حذر، ولا تضرك الشواغل إذا خلوتَ منها وأنت فيها.

* نور الحق أضوأ من الشمس، فيحق لخفافيش البصائر أن تعشو عنه (٣).

* الطريق إلى الله خالٍ من أهل الشك، ومن الذين يتبعون الشهوات، وهو معمور بأهل اليقين والصبر، وهم على الطريق كالأعلام: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: ٢٤] (٤).

وقال رحمه الله:

* شمعة النصر إنما تَنزل في شمعدان (٥) الانكسار (٦).


(١) حديث: (لعن الله المحلل والمحلل له) رواه عن علي رضي الله عنه: أبو داود (٢/ ١٨٨)، وهو صحيح.
(٢) يعني: لا يوجد في هذه الدنيا مكان للخلو بالله تعالى على الحقيقة لا يشغل الإنسانَ فيه شاغل أو جاذب؛ فإن لم يجد المرء بشراً فستنازعه أفكار وشواغل، فإذا كان الأمر كذلك فليكن الأنس بالله تعالى على التمام داخل النفس. والعبارة التالية لابن القيم توضح بعض ذلك.
(٣) تعشو: يضعف بصرها عن رؤيته، أو تعرض عنه. المعجم الوسيط (٢/ ٦٠٣).
(٤) الفوائد، لابن القيم (ص: ٥٥).
(٥) الشمعدان: منارة تزين ويركز عليها الشمع حين الاستضاءة به. المعجم الوسيط (١/ ٤٩٤).
(٦) فيه إشارة إلى أن الانكسار بين يدي الله تعالى سبب لتنزل المنح والحصول على المحاب.

<<  <   >  >>