للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثمرات محاسبة النفس:

من حاسب نفسه فأوقفها على عيوبها فأصلحها، وعلى ذنوبها فتاب منها، وعلى تقصيرها فشحذ همته فترك التقصير فصار من السابقين؛ فإنه سيجني ثمرات حسنة في الدنيا والآخرة بتلك المحاسبة الصالحة، فمن تلك الثمرات:

أولاً: الاطلاع على عيوب النفس، قال ابن القيم: " وفي محاسبة النفس عدة مصالح منها: الاطلاع على عيوبها، ومن لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته، فإذا اطلع على عيبها مقتها في ذات الله تعالى" (١).

ثانيًا: صلاح القلب وسلامته، فـ" صلاح القلب بمحاسبة النّفس، وفساده بإهمالها والاسترسال معها" (٢). وهلاكه" من إهمال محاسبتها، ومن موافقتها واتباع هواها" (٣).

ثالثًا: سلامة النفس من الهلاك، قال ابن القيم: "وترك المحاسبة والاسترسال وتسهيل الأمور وتمشيتها، فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذه حال أهل الغرور: يغمض عينيه عن العواقب ويمشى الحال ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب، وأنس بها وعسر عليه فطامها، ولو حضره رشده لعلم أن الحمية أسهل من الفطام، وترك المألوف والمعتاد" (٤).

رابعًا: تعريف الإنسان بحق الله عليه حتى يقوم به، فـ"من فوائد محاسبة النفس: أنه يعرف بذلك حق الله تعالى، ومن لم يعرف حق الله تعالى عليه فإن عبادته لا تكاد تجدي عليه وهي قليلة المنفعة جداً … فمن أنفع ما للقلب النظر في حق الله على العباد؛ فإن ذلك يورثه مقت نفسه والإزراء عليها، ويخلصه من العجب ورؤية العمل، ويفتح له باب الخضوع والذل والانكسار بين يدي ربه واليأس من نفسه، وأن النجاة لا تحصل له إلا


(١) المصدر السابق.
(٢) إغاثة اللهفان، لابن القيم (١/ ٨٤).
(٣) المصدر السابق (١/ ٧٨).
(٤) المصدر السابق (١/ ٨٢).

<<  <   >  >>