للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعفو الله ومغفرته ورحمته؛ فإن من حقه أن يطاع ولا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر، فمن نظر في هذا الحق الذي لربه عليه علم علم اليقين أنه غير مؤد له كما ينبغي، وأنه لا يسعه إلا العفو والمغفرة، وأنه إن أحيل على عمله هلك، فهذا محل نظر أهل المعرفة بالله تعالى وبنفوسهم، وهذا الذي أيأسهم من أنفسهم وعلق رجاءهم كله بعفو الله ورحمته" (١).

خامسًا: دوام الخير في الإنسان، قال الحسن" إنّ العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همّته" (٢).

سادسًا: تخفيف الحساب يوم القيامة، وذلك أنه بمحاسبته نفسه في الدنيا يتخلص من ذنوبه ويصلح تقصيره وبذلك يخف حسابه يوم القيامة.

"عن الحسن قال: المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة. إن المؤمن يفجأه الشيء ويعجبه فيقول: والله إني لأشتهيك وإنك لمن حاجتي، ولكن والله ما صلةٌ إليك، هيهات حيل بيني وبينك، ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول: هيهات ما أردت إلى هذا وما لي ولهذا .. " (٣).

سابعًا: السعادة في الدنيا والآخرة، قال ابن الجوزي: "أيها العبد، حاسب نفسك في خلوتك، وتفكر في انقراض مدتك، واعمل في زمان فراغك لوقت شدتك، وتدبر قبل الفعل ما يملى في صحيفتك، وانظر: هل نفسك معك أو عليك في مجاهدتك. لقد سعد من حاسبها، وفاز والله من حاربها، وقام باستيفاء الحقوق منها وطالبها، وكلما ونت عاتبها، وكلما توقفت جذبها، وكلما نظرت في آمال هواها غلبها" (٤).


(١) المصدر السابق (١/ ٨٨).
(٢) محاسبة النفس، لابن أبي الدنيا (ص: ٢٥).
(٣) محاسبة النفس، لابن أبي الدنيا (ص: ٦٠).
(٤) مواعظ ابن الجوزي (ص: ٩).

<<  <   >  >>