للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال القائل:

والذي أبكى الجفونَ دمًا … فغدتْ من ذاك في عُذرِ

سابقٌ لم يدرِ كيف جرى … في القضاء الحتم والقَدَرِ

وأمور في الورى خفيتْ … عن ذوي الألباب والنظر

فدعِ الأنفاسَ صاعدةً … ودموعَ العين تنحدرِ

وابكِ لا جفّتْ دموعُك ما … ضاع من أيامك الغُرر" (١).

خاتمة سيئة:

= يروى أنه كان بمصر رجل يلزم مسجداً للأذان والصلاة فيه، وعليه بهاء الطاعة وأنوار العبادة، فرقي يومًا المنارة على عادته للأذان، وكان تحت المنارة دار لذميٍّ نصراني فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار فافتتن بها، فترك الأذان ونزل إليها ودخل الدار عليها، فقالت له: ما شأنك وما تريد؟ فقال: أنت أريد. قالت: لماذا؟ قال لها: قد سلبت لبي، وأخذت بمجامع قلبي، قالت له: لا أجيبك إلى ريبة. قال لها: أتزوجك، قالت: أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لا يزوجني منك، قال لها: أتنصر، قالت: إن فعلت أفعل، فتنصر الرجل ليتزوجها، وأقام معهم في الدار، فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقي إلى سطح كان في الدار فسقط منه فمات، فلا هو بها اتصل، ولا هو بدينه حصل، فنعوذ بالله ثم نعوذ بالله (٢).

= يروى أن بعض رجال الناصر بن علناس نزل به الموت فجعل ابنه يقول له: قل: لا إله إلا الله، فقال: الناصرُ يا مولاي، فأعاد عليه فأعاد هو، ثم أصابته غشية فلما أفاق قال: الناصر يا مولاي، ثم قال لابنه: يا فلان، الناصر إنما يعرفك بسيفك، فالقتل ثم القتل. ثم مات (٣).


(١) العاقبة في ذكر الموت، للإشبيلي (ص: ١٧٣).
(٢) المرجع السابق (ص: ١٨١).
(٣) المرجع السابق (ص: ١٧٨).

<<  <   >  >>