للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن القيم-وهو يتكلم عن آثار المعاصي-: "وثَم أمرٌ أخوف من ذلك وأدهي وأمرّ وهو: أن يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار والانتقال إلى الله تعالى، فربما تعذر عليه النطق بالشهادة، كما شاهد الناس كثيراً من المحتضرين أصابهم ذلك" (١)، وقال أيضًا: " وإذا نظرت إلى حال كثير من المحتضرين وجدتهم يحال بينهم وبين حسن الخاتمة عقوبة لهم على أعمالهم السيئة" (٢).

وقال أبو طالب المكي: " وأكثر ما يقع سوء الخاتمة لثلاث طوائف من الناس: أهل البدع والزيغ في الدين؛ لأن إيمانهم مرتبط بالمعقول، والطبقة الثانية: أهل الكبر والإنكار، والطبقة الثالثة: ثلاثة أصناف: متفرقون متفاوتون في سوء الخاتمة، وجميعهم دون تينك الطائفتين في سوء الخاتمة؛ لأن سوء الختم على مقامات أيضاً كمقامات اليقين والشك في عمر الحياة: منهم المدعي المتظاهر الذي لم يزل إلى نفسه وعمله ناظراً، والفاسق المعلن، والمصرّ المدمن. فهذه الأسباب تجلب الخوف وتقطع قلوب ذوي الألباب (٣).

وقال صديق حسن خان: " باب في سوء الخاتمة وبيان الخوف والرجاء، قال في مجالس الأبرار: وله أسباب يجب على المؤمن أن يحترز عنها، منها:

الفساد في الاعتقاد، وإن كان مع كمال الزهد والصلاح؛ فإن كان له فساد في اعتقاده مع كونه قاطعًا به متيقنًا له غير ظان أنه أخطأ فيه قد ينكشف له في حال سكرات الموت


(١) الجواب الكافي، لابن القيم (ص: ٦٢).
(٢) الجواب الكافي، لابن القيم (ص: ١١٦).
(٣) قوت القلوب، لأبي طالب المكي (١/ ٣٧٨).

<<  <   >  >>