للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

دارُ الجحيم

-أعاذنا الله منها-

خلق الله تعالى الإنس والجن ليعبدوه وحده لا شريك له، وأخبرهم أن من حاد عن هذا الطريق وهو من المكلَّفين فإن مصيره في الآخرة إلى نار عظيمة يلقى فيها العذاب الأليم.

التخويف من النار والأمر باتقائها:

إن الله تعالى رحيم بعباده حليم عليهم، لا يريد تعذيبهم، وإنما هم الذين يسعون إلى تعذيب أنفسهم، قال تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء: ١٤٧].

قال سفيان بن عيينة: "خُلقت النار رحمةً يخوِّف بها عباده لينتهوا" (١).

فلأجل هذا أنذر الله عباده النار؛ كي يبتعدوا عن سبل الوصول إليها، وبيّن لهم أن ذلك العذاب قريب لا بعيد مهما امتدت بهم الأعمار، فقال سبحانه: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى} [الليل: ١٤].

"أي: تتقد وتتلهب تلهباً هو في غاية الشدة من غير كلفة فيه على موقدها أصلاً ولا أحد من خزنتها" (٢).

"قرأ عمر بن عبد العزيز ليلة في صلاته سورة: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} فلما بلغ قوله: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى} [الليل: ١٤]. بكى فلم يستطع أن يجاوزها، ثم عاد فتلا السورة


(١) حلية الأولياء، لأبي نعيم (٧/ ٢٧٥).
(٢) نظم الدرر، للبقاعي (٨/ ٦٧٠).

<<  <   >  >>