للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو العباس أحمد بن عبد الحليم: " محبة الله مستلزمة لمحبة ما يحبه من الواجبات كما قال تعال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} فإن اتباع رسوله هو من أعظم ما أوجبه الله تعالى على عباده وأحبه، وهو سبحانه أعظم شيء بغضًا لمن لم يتبع رسوله، فمن كان صادقًا في دعوى محبة الله اتبع رسوله لا محالة، وكان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" (١).

سادسًا: كثرة ذكره سبحانه وتعالى.

"قال الربيع بن أنس: علامة حب الله: كثرة ذكره؛ فإنك لا تحب شيئًا إلا أكثرت من ذكره" (٢).

سابعًا: الشفقة بالمؤمنين والشدة على الكافرين، والجهاد في سبيل الله، وعمل الطاعات من غير خوف لوم الناس عليها. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة: ٥٤].

ففي هذه الآية الكريمة ذكر الله تعالى للمحبين الصادقين أربع علامات:

الأولى: أنّهم: أذلّة على المؤمنين، قيل: معناه: أرقاء رحماء مشفقين عليهم عاطفين عليهم، فلما ضمَّن أذلة هذا المعنى عدّاه بأداة (على). الثانية: أعزة على الكافرين، قال عطاء: للمؤمنين كالولد لوالده، والعبد لسيده، وعلى الكافرين كالأسد على فريسته، {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: ٢٩].

العلامة الثالثة: الجهاد في سبيل الله بالنفس واليد واللسان والمال، وذلك تحقيق دعوى المحبة.


(١) قاعدة في المحبة (ص: ٧٢).
(٢) مدارج السالكين، لابن القيم (٢/ ٢١٨).

<<  <   >  >>