للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [يوسف: ١١١] .

وتضيف: وفي كل حال، لم تأتي في أي موضع منها بدلالتها الحسية العضوية، بل هي جميعها بدلالتها على معنويات الإنسان وعقله وعواطفه وأهوائه، باستقراء آيات القلب مفردًا ومثنى وجميعًا في اثنتين وثلاثين ومائة آية، الفؤاد والأفئدة في ست عشرة آية.

وأضافت: ولكي يحافظ الإسلام على العقل، فأنه حرم كل ما يعرقل وظيفته مثل المسكرات. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: ٩٠] .

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "كل شراب أسكر فهو حرام". "صحيح البخاري".

ويشير سيد قطب إلى عناية الإسلام الفائقة بوظيفة العقل في قوله: وما من دين احتفل بالإدراك البشري، وإيقاظه وتقويم منهجه في النظر واستجابته للعمل، وإطلاقه من قيود الوهم والخرافة، وتحريره من قيود الكهانة والأسرار المحظورة وصيانته في الوقت من التبدد في غير مجاله، ومن الخبط في التبيه بلا دليل ... ما من دين فعل ذلك كما فعله الإسلام. "١٠، ٤٩".

جـ- النفس: ذكرنا أن الجسم يحوي قنوات اتصال الإنسان بالعالم من حوله، وأن العقل هو مركز الاتصالات الذي يترجم الإشارات الواردة من الخارج إلى سلوك. ونرى أن النفس هي التي توجه هذا السلوك، فإذا كان نزوعها للخير يكون في شخصية المسلم توجه خير, أما إذا كان غير ذلك فإنه يكون في شخصية المسلم توجه شيطاني. ولأهمية النفس أقسم بها الله تبارك وتعالى,

وأوضح ما ألهمه أياها من نزوع في قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: ٧-١٠] .

ويوضح النزوع الخير للنفس في قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: ٢٧-٣٠] .

<<  <   >  >>