للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جـ- التقدم السريع:

من بين الإجراءات التي يتخذها المربون في البلدان المتقدمة، إتاحة الفرصة لكل تلميذ أن يتقدم إلى صفوف الدراسة الأعلى حسب قدراته. وذلك بأن يسمح للتلميذ الذي أتم دراسة مقررات الصفة الأول الثانوي -مثلًا- بالانتقال إلى الصف الثاني الثانوي في أي وقت من العام وبعد أن يؤدي بنجاح الامتحانات المقررة في الصف الأول الثانوي.

وبناء على هذا، فإن التلميذ المتفوق قد ينتهي من دراسة المرحلة الثانية في سنتين فقط بدلًا من ثلاث, وهذا الإجراء يعتبر مقبولًا من الناحية النظرية, ولكن إذا تذكرنا أن المادة التعليمية التي يدرسها المتفوق ينبغي أن يتوافر فيها خصائص معينة تناسب قدرات المتفوقين، نجد أن هذا الإجراء لا يساعد على قدح قدرات المتفوقين، وإثراء خبراتهم. هذا فضلًا عن الصعبوات الإدارية والإشرافية الخاصة بتطبيق هذا النظام.

ويعتمد هذا النظام على تفريد التعليم، بمعنى أن يخطط المنهج بحيث يستطيع أن يسير كل تلميذ حسب قدراته بغض النظر عن بيقة زملائة. وغالبًا ما يقسم المقرر الدراسي إلى وحدات متتابعة فإذا أنجز الطالب واحدة واختبر فيها بنجاح، انتقل إلى دراسة الوحدة التالية في المقرر نفسه إذا شاء. وقد يدرس الطالب الوحدة الأولى فقط من خمس وحدات في الرياضيات -على سبيل المثال- في حين أنه قد أتم دراسة جميع الوحدات في اللغة العربية. حينئذ يستطيع التلميذ -وقد أتم دراسة مقرر اللغة العربية- أن يبدأ في دراسة الوحدة الأولى من المستوى التالي في اللغة العربية، وبعض التطبيقات لا تسمح بالانتقال إلى المستوى التالي إلا بعد إتمام دراسة جميع مقررات المستوى السابق عليه، ويستخدم في هذا النظام -في كثير من الأحيان- الحاسب الآلي أو التعليم المبرمج، ولكن يمكن تطبيقه بدونهما.

وفي حال استخدام الحاسب الآلي تسجل جميع الوحدات على أشرطة, ولكل طالب فرصة الجلوس إلا الجهاز ليتابع دراسة الوحدات الخاصة به والمخزنة في الحاسب، وفي التعليم المبرمج تكون الوحدات مبرمجة في كتيبات, وكل تلميذ يأخذ الكتيبات الخاصة بالوحدات التي يدرسها.

ولا يجتمع الطلاب كمجموعة مع المدرس إلا في حال وجود توجيهات عامة أو أخطاء شائعة، أما من حيث التحصيل الدراسي. فإن المدرس يساعد كل تلميذ على حدة في تخطيط برنامجه الدراسي, يحيث لا يتأخر كثيرًا في دراسة اللغة العربية -مثلًا- ويسرع كثيرًا في دراسة العلوم. فالمدرس يساعد التلميذ على التوازن والتنسيق بين مختلف المواد الدراسية في سيره الدراسي، كما يساعده على حل المشكلات التي يطلب من المدرس المساعدة في حلها، أو المشكلات التي يكتشفها المدرس نتيجة لتقويمه المستمر لأداء الطالب في الوحدات أو الموضوعات التي أنجز دراستها.

<<  <   >  >>