للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عامل مساعد يجعل النص القرآني مفهوما -بقدر الإمكان- للقارئ, فيعقد -بذلك- الألفة بين قارئ هذا البحث وبين القرآن ذاته.. فيتعود التعامل مع القرآن ذاته مباشرة، ويشعر أن في هذا القرآن غناء كاملا وشاملا في كل حقيقة من حقائق الوجود الأساسية١.

ومهما قلت في هذا الكتاب الرائع الممتع، فلست ببالغ ما أريد، ولست موفّيه حقه، فحسبي هذه الإشارة إلى أهميته ومنهجه؛ ليكون ذلك دافعا للقارئ أن يعود إليه بالدراسة المتأنية العميقة، والبحث الدقيق، ليكون ذلك خطوة على طريق العمل بهذا التصور والتفاعل مع مقتضياته ومستلزماته.

٣- وأما الأستاذ محمد المبارك -رحمه الله- فقد قدَّم كتابين في هذا المجال انطلاقا من الفكرة السابقة، أولهما: "العقيدة في القرآن" وهو بحث مبتكر في العقيدة، يعرض لها على أنها نظرة شاملة مترابطة الأجزاء، ويسلك في عرضها أسلوب العصر الحديث من حيث التعبير ومناهج البحث والاستدلال، بدلا من أن يسير في أعقاب المتكلمين ووفقا لطرائقهم في البحث، التي تأثروا فيها بنظريات ومفاهيم الفلسفة القديمة.. لا سيما بعد اتساع آفاق الكشف العلمي للكون أو الطبيعة٢.

ثم كتب أيضا الجزء الأول من "نظام الإسلام" -العقيدة والعبادة- نَهَجَ فيه المنهج نفسه، وهو أوسع من الكتاب الأول، حيث يعرض فيه لحقائق الوجود ويضع العقيدة في موضعها من نظام الإسلام، فهي اللبنة الأساسية في بنائه، وهي التي تمد باقي أجزائه بالحياة وتحدد اتجاهاتها ومعالمها.

وطريقة المؤلف في بحثه تعتمد على الأسس التالية:


١ "مقومات التصور الإسلامي" ص٣٨.
٢ انظر: "العقيدة في القرآن" طبع دار الفكر في بيروت.

<<  <   >  >>