للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دعوة الرسل إلى توحيد العبادة]

...

دعوة الرسل -عليهم السلام- إلى توحيد العبادة:

بعث الله تعالى جميع الرسل -عليهم الصلاة والسلام- يدعون العباد إلى توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة، فلم يبعثهم للدعوة إلى مجرد الإيمان بالله وأنه خالقهم، إذ هم مقرّون بذلك تناسقا مع الفطرة التي فطرهم الله تعالى عليها. ولم تكن قضية وجود الله في يوم من الأيام هي القضية التي يقف الناس عندها، إلا في فترات قليلة ولظروف خاصة عند بعض الأوروبيين الذين عُرف عنهم الإلحاد, وحاولوا أن يجدوا له فلسفة خاصة؛ تبريرا لانحرافهم وفساد فطرتهم.

ولذلك حكى الله تعالى عن الأقوام السابقين تعجّبهم من دعوة الأنبياء إلى التوحيد وعبادة الله تعالى وحده:

{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا} [الأعراف: ٧٠] .

أي: لنفرده بالعبادة ونخصه بها من دون آلهتنا؟ فلم ينكروا إلا طلب الرسل منهم إفراد العبادة لله، ولم ينكروا الله تعالى، ولا قالوا: إنه لا يُعبد, بل أقروا بأنه يُعبد، وأنكروا كونه يفرد بالعبادة، فعبدوا مع الله غيره وأشركوا معه سواه واتخذوا معه أندادا، كما قال تعالى:

{فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: ٢٢] .

وكانوا يقولون في تلبيتهم للحج: "لبيك لا شريك لك, إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك".

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسمعهم عند قولهم: "لا شريك لك" ويقول:

<<  <   >  >>