وبعد أن تعرفنا على المصدر الرئيسي للعقيدة الإسلامية "وهو الوحي"، نُلمع إلماعات سريعة إلى دور العقل ومكانته، ومجاله في الإسلام.
العقل في اللغة:
والعقل في اللغة العربية يطلق على القيد الذي يقيَّد به البعير؛ لئلا يندّ، وسميت الملكة التي يتميز بها الإنسان "عقلا"؛ تشبيها لها بالقيد، على عادة العرب في استعارة أسماء المُحَسَّات للأمور المعنوية.
وتستخدم كلمة "عقل" ومشتقاتها في اللغة بمعانٍ متعددة أصلها واحد، وهو حُبْسة في الشيء أو ما يقارب الحبسة، أو الإمساك والاستمساك١.
ونستطيع أن نخرج من الاستعمال اللغوي لكلمة "العقل" بملاحظات ونتائج, نوجز أهمها فيما يلي:
١- أن العقل ملكة معنوية، وليست شيئا حسيا، وبها يتميز الإنسان.
٢- هذه الملكة تمنع صاحبها عما لا يليق وتزجره، فكأنها تقوم بعملية إيجابية وأخرى سلبية، وكلتاهما تُطلقان أحكاما قيمية على الفعل.
٣- هذه الملكة كاشفة لصاحبها عما ينبغي أن يفعله، وعندئذ كأنه يتحصن بها.
٤- وفيها جماع الأمر والرأي، وتدعو للتثبت في الأمور.