وهذه الشهادة ذات شقين عظيمين١؛ يمثل أولهما الخضوع لله تعالى والعبودية له، ويمثل الثاني هذا الخضوع، ويرسم المنهج الذي يسلكه المؤمن في عبادته لله سبحانه وتعالى, باتباع ما أنزل الله تعالى على رسوله ... هذه الشهادة هي: شهادة "أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله"، وهي عنوان دخول لمرء في دين الإسلام، وهي -بمقتضياتها وتوابعها ومستلزماتها- مفتاح الجنة في الآخرة، وهي عصمة لدم المرء وعِرْضه وماله في الدنيا.
أهمية الشهادتين, وفضلهما:
هذه الكلمة التي تنطلق بها ملايين الألسنة في كل صباح ومساء، تعلن الخضوع لله تعالى، وتعلن -على رءوس الأشهاد- الوفاء بالعهد والميثاق الذي أخذه الله تعالى على بني آدم, مذ كانوا ذرية في ظهور آبائهم.
١ نقول: "الشهادتان"؛ لأن كلمة التوحيد تتضمن الشهادة لله بالوحدانية، والشهادة لنبيه -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة. ونقول: "الشهادة" بالإفراد؛ لأن شهادة أن لا إله إلا الله لا تتم إلا بشهادة أن محمدا رسول الله, والمعنى على كليهما واحد.