٢ وإن كانت تطلق أيضا على مدرسة الكوفة الفقهية، التي يمثلها الحنفية فيما بعده، ولكن ليس المراد بهم عند المقابلة بأهل الحديث فقهاء الحنفية، وإنما يراد بهم المعتزلة وأهل الكلام. ويؤيد هذا أن مدرسة الكوفة والحجاز كلتيهما "الحنفية وأهل الحديث" تعتمدان على القرآن والحديث، وكذلك تقولان بالرأي بدرجة متقاربة وصور متشابهة، ويشهد له أيضا: أن ابن قتيبة -رحمه الله- وهو صاحب الهجوم الشديد على أهل الرأي، عد منهم في كتابه: "المعارف"؛ الأوزاعي، وسفيان الثوري، والإمام مالكا، وهؤلاء ليسوا من مدرسة الحنفية أو الرأي على ما هو المشهور. انظر: "الاتجاهات الفقهية عند أصحاب الحديث" ص٢١ وما بعدها، "المعارف" لابن قتيبة ص٤٩٤-٤٩٩.