للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا يثنى عليه سبحانه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وكذلك لا يسأل إلا بها، فيسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضيا لذلك المطلوب, فيكون السائل متوسلا إليه سبحانه بذلك الاسم, ومتعبدا له به١.

وعندئذ يكون المؤمن قد تعرف على الله تعالى معرفة صادقة من خلال معرفته للأسماء والصفات التي أخبرنا الله تعالى بها؛ كي نؤمن بها وكي نتعرف على الله من خلالها، وندعوه بها، ليكون لها أثرها في السلوك الفردي والاجتماعي، فعندما نتعرف على الله الخالق والرازق، لا نطلب الرزق إلا منه، وعندما نتعرف على الله العليم الحكيم نسلِّم له الأمر كله، وعندما نعرف أنه متفرد بالخلق والأمر, فإننا نخضع لأمره وحكمه، وعندما نتعرف عليه سميعا بصيرا تمتلئ نفوسنا تقوى وخشية له سبحانه ... وأما ما وراء ذلك من أبحاث الفلاسفة والمتكلمين عن الصفات وعلاقتها بالذات وكيفية قيامها بها ... إلخ هذا كله مما لا طائل تحته ولا فائدة ترجى منه، بل هو مزلّة أقدام ومضلّة أفهام، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العظمى أن يثبتنا على الحق والهداية.


١ انظر فيما سبق بالتفصيل: "شأن الدعاء" للخطابي ص٢٤-٣٠، "بدائع الفوائد" لابن القيم: ١/ ١٦٤-١٦٦، "درء تعارض العقل والنقل": ٣/ ٣٣٢، "فتح الباري": ١١/ ٢١٤-٢٢٨، "تلخيص الحبير" لابن حجر: ٤/ ١٧٤، ١٧٥، "الأسماء والصفات" للبيهقي: ١/ ٣٠-٣٣، "شرح النووي على صحيح مسلم": ١٧/ ٥، ٦، "الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية" لابن علان: ٣/ ١٩٩-٢٠٣، "تحفة الأحوذي" للمباركفوري: ٩/ ٤٨٢-٤٨٩، "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" لملا علي القاري: ٥/ ٧٢، ٧٣، "لوامع الأنوار البهية" للسفاريني: ١/ ١٢٧، "تفسير ابن كثير" ٣/ ٥١٦، ٥١٧، "شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري" تأليف عبد الله الغنيمان: ١/ ٢١٨-٢٢٠.

<<  <   >  >>