فإذا تلمسنا الشواهد على ذلك في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تحث على العلم وتبيّن فضله ومكانته، وترسم منهج البحث والنظر، وتدعو للتبصر والفهم والفقه ... وجدناها تأخذ مساحة أوسع في كتب الحديث الشريف، وتجعل الإسلام -بحق- دين العلم والعقل كما أنه دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
مكانة العقل في الإسلام:
ونوجز فيما يلي الكلام على مكانة العقل في الإسلام، بخطوط سريعة وكلمات موجزة تشير إلى ما وراءها من اهتمام وعناية:
فالعقل هو هبة الله العظمى ومنحته لهذا الإنسان، به أكرمه وميزه على سائر المخلوقات، فأعطاه المفتاح الذي يفتح به أبواب الملكوت ويدخل ساحة الإيمان بالله الذي سخّر للإنسان كل ما في السموات والأرض. ولذلك امتن الله تعالى على الناس بهذا العقل، وجعله موضوع المسئولية، فقال:
ولذلك جعل الله تعالى العقل مناط التكليف وسببا له، فالخطاب الشرعي لا يتوجه إلا للعاقل؛ لأن العقل أداة الفهم والإدراك، وبه تتوجه الإرادة إلى الامتثال؛ ولذلك قال بعض السلف: "العقل حجة الله على جميع الخلق".