للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أولا: حكى الله تعالى في القرآن الكريم أن أبا البشرية الأول -آدم عليه السلام- وذريته كانوا على التوحيد، يتبعون منهجا إلهيا منزلا إليهم من ربهم تبارك وتعالى، فهم أول البشر، يدينون بالتوحيد الخالص، وبذلك يكون التوحيد سابقا للشرك، وليس تطورا عنه. ثم كلما انحرفت أمة من الأمم عن هذا التوحيد, بعث الله تعالى إليها رسولا يدعوها إلى التوحيد وعبادة الله وحده:

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} إلى قوله: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: ٣٠-٣٨] .

وجاء الحديث عن هذا التوحيد والالتزام بمنهج الله تعالى وشرعه في سورة "الأعراف", وفي سورة "طه" بما لا مزيد عليه في الوضوح والبيان، يقرر أن البشرية الأولى كانت على التوحيد، لم تعرف الشرك والانحراف إلا بعد قرون، حينما انحرف القوم عن دين الله وتوحيده، فبعث الله تعالى لهم نوحا -عليه السلام- يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده:

{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: ٥٩] .

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} [هود: ٢٥-٢٦] .

وهي أيضا دعوة هود -عليه السلام- يوجهها إلى قومه عاد:

{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ} [الأعراف: ٦٥] .

<<  <   >  >>