للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك العرض بالدليل الناصع والمرجع النافع والأسلوب البارع، ويعتمد على حسن الدلالة ووضوح الإحالة، وذلك مطلب المتعلمين والدارسين.

لقد ألف العلماء الأجلاء في العقيدة مؤلفات شتى، تباينت في طريقة تناولها لهذا الجانب الهام في حياة المسلمين، وكلها نافع ومفيد، والحمد لله. ولكنها تتباين في طراز القارئين؛ فبعضها لا يدركه إلا العالم المتخصص، وبعضها الآخر يحتاج إلى إضافة وتحليل وشرح وتعليل!

ولقد جاء هذا الكتاب -فيما أراه- صالحا لطالب العلم الذي يبتغي معرفة الأصول ونظامها، ويحتاج إلى الشرح والتبسيط وتقريب المعرفة. وهذا نمط من التأليف لا يتهيأ لكل كاتب, ولا يتيسر لكل طالب.

وإذا كانت مصادر العقيدة معروفة مألوفة, فإن المؤلف قد استطاع أن يقرب إلى الأفهام مدلولات تسهل إثبات الحقيقة الراجعة إلى المصدر بدليل واضح, لا يحتاج إلى أدلة شارحة. وذلك ما يريده المتعلم في هذا المجال.

وإذا كان المؤلف في هذا الكتاب قد استنبط من بعض الأدلة مقاييس لم تكن قائمة في عصر السابقين، أوجدها العصر الذي نعيشه، فقد لا يوافقه البعض على جوانب مما ذكر، ولكن أمر الاجتهاد في العلم والمعرفة مفتوح، فتح بابه الإسلام لأهل العلم، وجعل مرده لكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ثم لأهل العلم والمعرفة، وذلك ما قام به المؤلف؛ فإن إرجاع الرأي في العقيدة لأهل العلم -وقد أشار المؤلف إلى جمْع منهم- هو من دلائل الإجماع. ولا إخال إلا أنهم سيقيِّمون هذا الكتاب خير تقييم, والله المستعان.

وبعد:

فهذا الكتاب -كما ظهر- فيه من الجهد والتتبع والاستقصاء والاجتهاد ما يدل

<<  <   >  >>