للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [يونس: ٤٧] .

{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: ٧] .

وعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله, كم عدد الأنبياء؟ قال: "مائة ألف وأربعة عشر ألفا"، قلت: يا رسول الله, كم الرسل من ذلك؟ قال: "ثلاثمائة وخمسة عشر، جما غفيرا" ١.

وهؤلاء الرسل هم الذين يحملون الشرائع للناس، ويبينونها لهم، ويبلغونهم البلاغ المبين، فيعرفون الناس بربهم معرفة صحيحة صادقة، ويضبطون حركتهم الفكرية والعملية بضوابط الوحي الإلهي، إذ لا تستطيع العقول البشرية أن تستقل بإدراك حقائق الأشياء على ما هي عليه ولا تستقل بمعرفة ما تنبغي معرفته من مصالحهم العاجلة والآجلة، ولا تستطيع معرفة أمور الغيب المحجوبة عنها، ولا الأمور الدينية على وجه التفصيل "وسيأتي شرح هذا في الكلام على دور العقل".

والرسل هم القدوة الصالحة التي تتأسى بها البشرية، ولهم الأثر الباقي الخالد في الحياة، وهم سبب كل خير.


١ قطعة من حديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند": ٥/ ١٧٨، ١٧٩، وابن حبان ص"٥٢، ٥٣" من "موارد الظمآن"، والحاكم: ٢/ ٥٩٧ وتعقبه الذهبي.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" "١/ ١٥٩": "رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ومداره على علي بن يزيد، وهو ضعيف". وصححه الألباني في تعليقه على "المشكاة": "٣/ ١٥٩٩". وانظر: "الفتاوى الحديثية" لابن حجر الهيثمي، ص١٨٠.

<<  <   >  >>