وتوحيد العبودية هو: إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة، بمعنى: أن يُعبَد الله سبحانه وتعالى وحده، ولا يُشرَك معه في عبادته أحد من خلقه؛ لأنه وحده المستحق لأن يعبد، وهو مبني على إخلاص العمل كله والتوجه به لله سبحانه وتعالى وحده دون سواه، سواء كان هذا العمل من أعمال القلوب أو من أعمال الجوارح.
وأساس ذلك أن تعلم أن هناك ألوهية وعبودية، فالله سبحانه وتعالى هو الرب القوي القادر، الغني الواسع، العزيز الحكيم, الرازق المحيي المميت.. المتفرد بكل صفات الكمال، وهو الإله الحاكم المشرِّع، الذي ينبغي أن يتوجه إليه جميع الخلق بالعبادة، وأما الإنسان، فهو مخلوق لله سبحانه، وهو عاجز ضعيف، رغم كل ما منحه الله تعالى من المواهب والمَلَكات، وهو خاضع عابد بطبعه، إن لم يكن عابدا لله تعالى فإنه سيعبد غير الله, ويقع في عبودية غير الله تعالى، فهو إن لم يكن عبدا لله كان عبدا لغير الله. فالصلة بين العبد وربه تبارك وتعالى هي صلة العبودية بالربوبية، وتحقيق ذلك يكون بالتوجه إلى الله تعالى وحده بالأعمال والقصد، وهو توحيد الألوهية كما سبق بيانه١.
١ انظر: "العبودية" لشيخ الإسلام ابن تيمية، "مقومات التصور الإسلامي" للأستاذ سيد قطب، فصل: ألوهية وعبودية.