للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم أمر الله تعالى نبينا محمدا -صلى الله عليه وسلم- بهذا، فقال:

{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ، وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} [الزمر: ١١، ١٢] .

وقال سبحانه وتعالى:

{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} [الزمر: ١٤] .

وعندما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- إلى اليمن قال له: "إنك تأتي قوما أهل كتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله"، وفي رواية: "أن يوحِّدوا الله" ١.

ولأهمية هذا النوع من التوحيد، ولأنه هو لبّ دعوة الرسل, ولأن نزاع المشركين إنما كان في هذا النوع؛ لهذا كله كانت العناية به في القرآن الكريم، فما من سورة من سوره إلا وقد جاء فيها الحديث عن هذا التوحيد, نصا أو دلالة.

منهج القرآن:

وقد سلك القرآن الكريم في بيان حقيقة هذا التوحيد ولوازمه ومقتضياته مسالك شتى:

فهو قد أمر به مباشرة، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وكما سيأتي أيضا.

ثم ناقش شُبُهات المشركين وردّ عليهم ما ادعوه من الأسباب التي أوقعتهم في الشرك, وبيّن حقيقة الشرك الذي وقع فيه المشركون، وأنه هو شرك العبادة أو شرك الطاعة والاتباع، والتحليل والتحريم من دون الله تعالى ... ومن خلال هذه


١ أخرجه البخاري في الزكاة: ٣/ ٣٥٧، ومسلم في الإيمان: ١/ ٥٠.

<<  <   >  >>