وإذا عرفنا ذلك, فإننا ينبغي أن نعرف أصلا آخر وهو أن: القول في بعض الصفات كالقول في بعضٍ، فكما أننا يجب أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى عليم, حكيم، حي، قادر.. إلخ وهذه كلها صفات حقيقية، كذلك نؤمن بمحبة الله ورضاه، وغضبه وكراهته، حقيقة لا مجازا، فكما أن حياة الله تعالى لا تشبه حياة المخلوقين، وكما أن علم الله سبحانه وتعالى لا يشبه علم المخلوقين، فكذلك غضب الله ورضاه ... كل هذا لا يشبه غضب المخلوقين ورضاهم، فينبغي الإيمان بالصفات كلها على ما يليق بالله سبحانه وتعالى.
والمؤمن أعقل من أن يتورَّط فيما ليس من شأنه، وأن يتعمق في بحث الكيفية.
فينبغي أن يقطع الأمل في معرفة الكيفية. وما أصدق ما قال الإمام مالك بن أنس -رحمه الله- حين سُئل عن الاستواء، فقال:
"الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"١!
الخلاصة:
فالوصية -أيها المسلم- أن تنزه الله تعالى عن مشابهة صفات المخلوقين، وأن تثبت لله تعالى من الأسماء ما سمى به نفسه، وأن تؤمن بما وصف به نفسه من الصفات، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن تعلم أنك لن تحيط به سبحانه علما. قال الله تعالى: