للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعنه أيضا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى اللهَ بهما عبدٌ غير شاكّ، فيحجب عن الجنة" ١. وفي رواية له أيضا: "إلا دخل الجنة".

وعن عثمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله, دخل الجنة" ٢.

وفي الصحيحين عن أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك, إلا دخل الجنة" قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: "وإن زنى وإن سرق" ثلاثا, ثم قال في الرابعة: "على رغم أنف أبي ذر" قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر٣.

ومعنى هذا الحديث: أن الزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد، وهذا حق لا مرية فيه، وليس فيه أنه لا يعذَّب عليهما مع التوحيد٤، ففي "مسند البزار" عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا: "من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره، يصيبه قبل ذلك ما أصابه" ٥.

٢- ومن الأحاديث ما جاء بيانا لتحريم دخول النار على من أتى


١ أخرجه مسلم في الموضع نفسه.
٢ أخرجه مسلم في الموضع السابق نفسه: ١/ ٥٥.
٣ أخرجه البخاري في كتاب اللباس، باب الثياب البِيض ١٠/ ٢٨٣، ومسلم في الإيمان، باب من مات لا يشرك بالله شيئا, دخل الجنة: ١/ ٩٥.
٤ كلمة الإخلاص وتحقيق معناها، ص١٢, وهذه التقسيمات مأخوذة منه. انظر "المختار من كنوز السنة" ص١٥٥-١٦٧.
٥ أخرجه البزار والطبراني في الأوسط والصغير. قال الهيثمي في المجمع "١/ ١٧": "ورجاله رجال الصحيح". وانظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة" للألباني: ٣/ ٥٦٦-٥٧٠.

<<  <   >  >>