للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثعلبة: "إن صدق ليدخلن الجنة" ١.

٦- المحبة، وهي الشرط السادس، فيحب المؤمن هذه الكلمة، ويحب العمل بمقتضاها، ويحب أهلها العاملين بها، وإلا لم يتحقق الإيمان، ولم تكتب له النجاة، ومن أحب شيئا من دون الله فقد جعله لله ندا:

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: ١٦٥] .

وعلامة حب العبد ربه: تقديم محابه وإن خالفت هواه، وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه، وموالاة من والى الله ورسوله، ومعاداة من عاداه، واتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم- واقتفاء أثره وقبول هداه. وهذه كلها شروط في المحبة لا تتحقق إلا بها٢، وهي مؤشر على حب الله للعبد بعد ذلك٣.

ومتى استقرت هذه الكلمة في النفس والقلب، فإنه لا يعدلها شيء، ولا يفضل عليها، فإن حبها يملأ القلب فلا يتسع لغيرها، وعندئذ يجد حلاوة الإيمان:

"ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذف في النار" ٤.

وحتى لو تحققت تلك الشروط السابقة كلها، ولكنها فقدت الروح فيها،


١ أخرجه البخاري في الإيمان / ١٠٦، ومسلم في الإيمان: ١/ ٤٠، ٤١.
٢ "معارج القبول": ١/ ٣٨٣.
٣ انظر: "التصور الإسلامي للإنسان والكون" ص٨٩, الطبعة الثانية، القاهرة.
٤ أخرجه البخاري: ١/ ٧٢، ومسلم: ١/ ٦٦، كلاهما في كتاب الإيمان.

<<  <   >  >>