للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بهذه النواحي: أحكاما أصلية واعتقادية.

والعلم المتعلق بهذا الجانب يسمى "علم العقيدة" أو "علم الإيمان" أو "أصول الدين" أو "علم التوحيد والصفات"؛ لأن ذلك أشهر مباحثه وأشرف مقاصده.

والأصل في هذا النوع من العلم هو التمسك بالكتاب والسنة، ومجانبة الهوى والبدعة، ولزوم طريق السنة والجماعة، الذي كان عليه الصحابة والتابعون، ومضى عليه الصالحون من السلف رحمهم الله.

والجانب الثاني:

هو النظام الذي ينبثق عن هذه الأصول العقدية ويقوم عليها، ويجعل لها صورة واقعية متمثلة في حياة البشر الواقعية؛ ولذا فهو يحدد للمكلفين حدودا في أقوالهم وأفعالهم -كما يقول الإمام الشاطبي رحمه الله- فيبين كيفية عمل المكلف وفعله والإتيان به على الوجه الذي أمر به الشرع، في الشعائر التعبدية, والنظام الاجتماعي, ونظام الأسرة، والنظام الاقتصادي، والنظام السياسي، وفي قواعد الأخلاق والسلوك والتربية والمعاملات الأدبية والمالية، وكل ما من شأنه تنظيم حياة الناس وارتباطاتهم وعلاقاتهم ... وتسمى الأحكام المتعلقة بهذه الجوانب كلها: أحكاما فرعية أو عملية.

والعلم المتعلق بهذا الجانب يسمى "علم الفروع" أو "فروع الدين" أو "علم الفقه" أو "علم الشرائع والأحكام"؛ لأنها لا تستفاد إلا من جهة الشرع، ولا يسبق الفهم عند الإطلاق إلا إليها١.


١ انظر: "مقدمة ابن خلدون": ٢/ ٧٨٠، "شرح العقائد النسفية" للتفتازاني ص١٢-١٥، "لوامع الأنوار البهية" للسفاريني: ١/ ٤، "أصول البزدوي مع شرحه كشف الأسرار" للبخاري: ١/ ٧-١٣، "المبسوط" للسرخسي: ١/ ٢.

<<  <   >  >>