للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [الحج: ١٧] .

وعندئذ ينصرف لفظ المشرك إلى من ليس له كتاب من المجوس والوثنيين من العرب، ولفظ أهل الكتاب إلى اليهود والنصارى، وهكذا يجتمع الكل في وصف الكفر ثم يخصّهم التقسيم بأسماء معينة لكل منهم١.

والخلاصة فيما سبق: أن هذه الألفاظ إذا جاءت مفردة, يدخل في كل لفظ منها معنى اللفظ الآخر، وإذا جاءت في سياق واحد يختص كلٌّ منها بمعناه.

ولذلك وضع بعض العلماء تقسيما للكفر, يشمل الأصناف التالية:

إن الكافر إن أظهر الإيمان فهو المنافق.

وإن أظهر كفره بعد الإيمان فهو المرتد.

وإن قال بالشريك في الألوهية فهو المشرك.

وإن تدين ببعض الأديان والكتب المنسوخة فهو الكتابي.

وإن ذهب إلى قِدَم الدهر وإسناد الحوادث إليه فهو الدهري.

وإن كان لا يثبت وجود الباري سبحانه فهو المعطِّل أو الملحد.

وإن كان مع اعترافه بنبوة النبي -صلى الله عليه وسلم- ينطق بعقائد هي كفر بالاتفاق فهو زنديق٢.


١ انظر: "أحكام القرآن" لابن العربي: ١/ ١٥٧.
٢ انظر: "كشاف اصطلاحات الفنون"، للتهانوي: ٥/ ١٢٥١، ١٢٥٢، وراجع: "الفروق اللغوية"، للعسكري ص١٩٠، ١٩١, ففيه تفصيل للفرق بين الكفر والشرك والإلحاد في الاستعمال اللغوي والشرعي.

<<  <   >  >>