للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا المعنى نفسه قطع الله تعالى الصلة بين نوح -عليه السلام- وبين ابنه الكافر: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: ٤٥، ٤٦] .

وكذلك قطع الصلة بين نوح وزوجته, وبين لوط وزوجته ... إلخ.

ومن الأحاديث النبوية:

وأما الأحاديث النبوية التي تقرر هذا المبدأ وما يقتضيه ويستلزمه, فمنها:

"أوثق عرا الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله عز وجل" ١.

"من أحب في الله, وأبغض في الله، ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان" ٢.

"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله, وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" ٣.

"الشرك أخفى من دبيب الذَّرِّ على الصَّفَا في الليلة الظلماء. وأدناه أن تحب على شيء من الجور، وتبغض على شيء من العدل. وهل الدين إلا الحب في الله البغض في الله؟ قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} "١.

وغيرها من الأحاديث والآثار في هذا المعنى كثير، حسبنا منها تلك الجملة ففيها القناعة والكفاية٢، لنعرض بعدها مفهوم الولاء والبراء أخذا من هذه النصوص الشرعية, واستنادا إلى معانيها عند علماء اللغة.


١ حديث صحيح أخرجه أبو داود الطيالسي، والحاكم، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط". انظر: "صحيح الجامع الصغير" برقم "٢٥٣٩"، "سلسلة الأحاديث الصحيحة" برقم "١٧٢٨".
٢ أخرجه أبو داود: ٧/ ١٥، والإمام أحمد: ٣/ ٤٤٠، والبغوي في "شرح السنة": ١٣/ ٥٤، وصححه الحاكم: ٢/ ٦٤.
٣ أخرجه البخاري ١/ ٧٢، ومسلم: ١/ ٦٦ في كتاب الإيمان.

<<  <   >  >>