منها في اللغة، واستعماله في لسان الشرع بعامة، وفي الجيل الأول بخاصة. ثم كيف أصبح ذا مدلول خاص بعد ذلك. وقد يترتب على استعمال هذه المصطلحات آثار نلمع إلى شيء منها عَرَضا دون الدخول في التفصيلات١.
والاستقراء -وإن لم يكن تاما, بل على حسب الوسع والطاقة وما أتيح لي من اطلاع- يرشدنا إلى هذه المصطلحات الآتية التي رتبتها بحسب ظهورها واستعمالها تاريخيا، حيث أذكر أول من استعمل اللفظ أو كتب فيه، ثم أُتبعه بمن تابعه على ذلك ولو في عصور متأخرة, دون استقصاء أو استيعاب.
ففي القرن الثاني الهجري كان تدوين العقيدة الإسلامية تحت عنوان "الفقه الأكبر".
وفي القرن الثالث ظهر مصطلحا "الإيمان" و"السنة".
وفي نهاية هذا القرن وبداية القرن الرابع كان التدوين تحت مصطلح "التوحيد" ثم "الشريعة", يليهما مصطلحا "العقيدة" و"أصول الدين".
واستقرت هذه المصطلحات أو الإطلاقات عند أهل السنة، فكان التدوين والتأليف في العقيدة الإسلامية تحت واحد من هذه العناوين.
فإذا وصلنا إلى عصرنا الحاضر وجدنا بعض التجديد في الكتابة وأسلوبها, ويمكن أن نرصد هنا مصطلحا جديدا هو "التصور الإسلامي".
وفيما يلي من صفحات عرض سريع لهذه المصطلحات, وأهم الكتب حسب الترتيب التاريخي، ومن الله نستمد العون والتوفيق:
١ أشار إلى ذلك الغزالي في "إحياء علوم الدين": ١/ ٣٢-٣٦، والأستاذ المبارك في المرجع السابق ص٧٥, وانظر كتاب الأستاذ أبي الحسن الندوي: "ربانية لا رهبانية".