أزلي، ثم رؤية الله تعالى وكذلك يبحث في المشيئة ومسألة أفعال العباد وكسبهم والاستطاعة.
ثم يعرض لقدرة الله تعالى على البعث، وتنزهه -سبحانه وتعالى- عن الظلم في مسائل عديدة تتصل بذلك, ويعرض للخلاف في مسألة الآجال والرزق.
وبعد ذلك يتحدث عن المعجزة التي يؤيد الله بها المرسلين، وأنها لا تظهر على أيدي الكاذبين، وأنه يجب الإيمان بجميع الأنبياء والرسل، ويبحث في دلائل نبوة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وإعجاز القرآن الكريم.
ويقف وقفة أطول في بحث الإيمان وحقيقته، وأنه أصل وفرع، مبينا أن زيادته ونقصانه إنما يكونان في فرع الإيمان لا في أصله؛ لأن النقصان في أصله كفر, فلا يمكن فيه الزيادة١.
ثم يلي ذلك حديثه عن فُسّاق المؤمنين إذا ما ماتوا قبل التوبة وأنهم تحت المشيئة, وأن الذنوب كلها معاصٍ تستحق العقاب, وتختلف مقاديرها باختلاف الذنوب.
ويتحدث عن الشفاعة والجنة والنار وأنهما مخلوقتان وأن نعيم الجنة لا يزول، ويدخل في هذا: الحديث عن نعيم القبر وعذابه، والميزان والصراط، والحوض.
ويختم الكتاب بالحث على التمسك بالإجماع والجماعة ويحذر من الفرقة والخلاف، ويبين مسألة الإمامة وأن الإمام الحق بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين.
ويشير إلى شروط الإمامة ومكانة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. وذلك كله بعبارة ناصعة قوية واضحة، تجد فيها، في مواضع كثيرة، روح الإمام الشافعي وأسلوبه، وفي بعضها تقف لتشك في أن هذا من كلام الإمام؛ لأنه يستعمل ألفاظا أو مصطلحات إنما نشأت متأخرة بعد عصر الشافعي رحمه الله١.
ولا تكاد تخلو مسألة من استدلال بالقرآن الكريم أو الحديث الشريف أو من دليل عقلي، وغالبا ما تكون إشارات موجزة تنبئ عما يريد.
وفي أثناء الكتاب ردود ومناقشات لآراء الفرق المخالفة لأهل السنة فيما ذكره من مسائل, فيرد على الخوارج والمعتزلة والكرامية.
وبعد؛ فلعلي أطلت قليلا، وخرجت عما كنت أريده من الإشارة إلى أن أول مصطلح استعمله العلماء في باب الاعتقاد هو "الفقه الأكبر", فلننظر الآن في عنوان أو مصطلح آخر.
١ وهذا ما نجده في: "الفقه الأكبر" لأبي حنيفة، وفي "العقيدة الطحاوية". راجع: "شرح العقيدة الطحاوية" ص"٣٣١-٣٤٦".