فقال لهم رسول الله:"أخبركم بما سألتم عنه غدا"، ولم يستثنِ، فانصرفوا عنه.
فمكث رسول الله -فيما يذكرون- خمس عشرة ليلة، لا يحدث الله في ذلك وحيا، ولا يأتيه جبريل، حتى أرجف أهل مكة فقالوا: وعدنا محمد غدًا، واليوم خمس عشرة ليلة قد أصبحنا منها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه، وأحزن رسول الله مكث الوحي عنه وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبريل من الله بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية، والرجل الطواف، والروح في سورة الإسراء.
رواية علاقة الرسول بحكمة لقمان:
دعا رسول الله سويد بن الصامت إلى الإسلام.
فقال له سويد: فلعل الذي معك مثل الذي معي.
فقال له رسول الله:"وما الذي معك؟ ".
قال: مجلة لقمان "يعني حكمة لقمان".
فقال له رسول الله:"اعرضها عليَّ"، فعرضها عليه، فقال له: إن هذا الكلام حسن، والذي معي أفضل من هذا؛ قرآن أنزله الله علي هو هدى ونور، فتلا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ودعاه إلى الإسلام فلم يبعد منه.
وقال: إن هذا القول حسنن ثم انصرف عنه.
فقدم المدينة على قومه فلم يلبث أن قتله الخزرج، وقيل: أسلم.
ويظهر من المحاورة: يعني مناقشة الرسول في مصدر القرآن:
-أن محمدًا: أعلن إعلانا ذاع بين قومه ومسجلا في القرآن: أنه لم يتلقَّ عِلما من إنسان، وسمع ذلك النضر نفسه، وغيره ممن شك فيهم العرب: أنهم يعلمون الرسول، فلم يعلن أي إنسان منهم، أو من اليهود، أو من المسيحيين أنه هو الذي يعلم الرسول فضلًا عن أنه لم يدع أحد منهم ذلك.