للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وكما تفيد الرواية أن النضر بن الحارث على ما كان يدعيه من علم تلقاه من مدرسة جنديسابور كان يعلمهم أخبار الفرس فقط.

- وسويد بن الصامت صاحب مجلة لقمان سمع منه الرسول وقال له: هذا كلام حسن، ثم سمع الرسول فقال له: إن هذا القول حسن، ولم يدَّعِ سويد أنه علم الرسول أو أن الرسول أخذ منه شيئا.

وأن اختيار اليهود له، كان يعني: إظهار علامات النبوة وهم أعلم الناس بها وبدلائلها، وقالوا للنضر: إن أفتاكم فهو نبي مرسل، واليهودية وهي دائما ضد الوثنية الرومانية أمدت الوثنية العربية بعد أن أفلست في جدلها مع الرسول بأسلحة ماضية؛ لتختبره بها، ثم تشاء إرادة الله أن تنتهي الوثنية ومعها اليهودية بأسلحتها ويصير سفراء العرب إلى دعاة على الرغم منهم، فيظهرون علامات النبوة.

علاقة القرآن بهما:

خلاصة القول: إن القرآن حدد موقفه من اليهودية والنصرانية على حد سواء.

أولا: من حيث المبدأ:

- اعترف بهما: دينين سماويين، وموسى وعيسى رسولين أوحي إليهما١.

- حض على الإيمان بهما: وأن إيمان المسلم لا يصح إلا بالإيمان بهما وبغيرهما من الرسل٢.

- وضح علاقة الإسلام بهما على أنها تكميل وتتميم وتصحيح٣.


١ قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة: ٢٨٥] .
٢ قال تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: ٨٤] .
٣ قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: ١١] .

<<  <   >  >>