للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد تكون بعض الآراء المنسوبة إليهم -والتي ترجع إلى أصل يوناني- قد قالوها من أخذهم لها من تلك الكتب، ومن دراستهم على من اتصلوا بهم من العلماء في أثناء وجودهم في العراق، وفي بلاد الشام١.

وقد ذهب "ولهوزن" إلى أن: الأحناف هم من النصارى، وإن حركتهم حركة نصرانية، وإنهم كانوا القنطرة التى توصل بين النصرانية والإسلام غير أن ما لدينا من معارف عن الأحناف لا يكفى لإبداء رأي كهذا الرأي، وللتسليم بمثل هذا القول ينبغي لنا الوقوف على آرائهم وقوفا دقيقا، ومقارنة ما لدينا بما نعرفه من النصرانية؛ لنتمكن من التوصل إلى رأي علمي في هذا الشأن٢.

وقد أدخل "المسعودي": بعض الأحناف في جماعة "أهل الفترة" ممن كان بين "المسيح ومحمد" -عليهما السلام- ومن أهل "التوحيد" ممن يقر بالبعث، ثم قال: وقد اختلف الناس فيهم، فمن الناس من رأى: أنهم أنبياء، ومنهم من رأى غير ذلك٣.

وقد ذكر من بينهم: "حنظلة بن صفوان، وخالد بن سنان العبسى، ورئاب الشنى، وأمية بن أبي الصلت، وقس بن ساعدة الإيادي، وعبد الله بن جحش الأسدي، وبحيرا الراهب".

ومن هؤلاء من كان على النصرانية، وقد نص المسعودي على ذلك٤.

والرجال الذين قال أهل الأخبار عنهم أنهم كانوا على دين، وكانوا من "الأحناف" هم "قس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل، وأمية بن أبى الصلت، وزهير بن أبي سلمى، وخالد بن سنان، وكعب بن لؤي"، وغير هؤلاء كثير ذكرهم المسعودي٥.

وقد اقتصر محمد بن حبيب على ذكر بعض من تقدم، حين تكلم عن أسماء الذين رفضوا عبادة الأصنام؛ فذكرهم على النحو الذي نذكر بعضه: "عثمان ابن الحويرث، ورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو بن نفيل، عبيد الله بن جحش"، وذكر منهم من تنصر ومات على النصرانية.

مثل "عثمان، وورقة، وعبيد الله".


١ المفصل جـ٦ ص٤٥٨.
٢ السابق جـ٦ ص٤٦٠.
٣ السابق جـ٦. ص٤٦١، مروج الذهب جـ١ ص٧٨.
٤ المفصل جـ٦ ص٤٦٢، مروج الذهب جـ١ ص٧٨.
٥ المفصل جـ٦ ص٤٦٣. والمروج جزءا وصفحة.

<<  <   >  >>