للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبي سفيان، وكانت مسلمة كذلك. فلما صار في الحبشة فارق الإسلام، وتنصر وهلك هناك١.

٣- عثمان بن الحويرث:

وأما عثمان هذا: فقد بقى مغاضبا قومه في دينهم، ثم رأى الذهاب إلى الروم، فذهب إليهم، وتقرب إلى قيصر، وحسنت منزلته عنده، وتنصر ومنحه لقب "بطريق"؛ وأراد تنصيبه "ملكا" على "مكة". ولكن قومه أبوا عليه ذلك، فلم يتم له مراده، ومات بالشام مسمومًا، سمه عمرو بن جفنة الغساني.

وذكر الزبيري: أن والدة "عثمان" هي "تماضر" بنت عمير، وأنه خرج إلى قيصر فسأله أن يملكه على قريش، وقال: "أحملهم على دينك، فيدخلون في طاعتك، ففعل وكتب له عهدًا وختمه بالذهب فهابت "قريش" "قيصر" وهموا أن يدينوا له؛ ثم قام الأسود بن المطلب أبو زمعة فصاح، والناس في الطواف: إن قريشًا لقاح لا تَملُك، ولا تُملَك، فاستمعت قريش إلى كلامه ومنعوا عثمان مما جاء له، فمات عند ابن جفنة، فاتهمت بنو أسد ابن جفنة بقتله، وكان ابن جفنة حبس أبا ذئب عنده وأبا أحيحة بسبب عثمان بن الحويرث، ويقصدون بابن جفنة: عمرو بن جفنة الغساني٢.

٤- أمية بن أبي الصلت:

وأما أمية فهو أحسن الحنفاء حظا في بقاء الذكر؛ بقي كثير من شعره؛ وربما وضع كثير منه على لسانه، وحفظ قسط لا بأس به من أخباره، وسبب ذلك: بقاؤه إلى ما بعد البعث، واتصاله بتأريخ النبوة، والإسلام اتصالا مباشرًا وملاءمة شعره بوجه عام لروم الإسلام، لم يكن مسلمًا ولم يرضَ أن يدخل في الإسلام؛ لأنه كان يأمل أن تكون النبوة فيه، وأن ينزل الوحي عليه؛ فيكون نبي العرب والعالم أجمعين، فلما رأى النبوة في الرسول حسده وأثار المشركين عليه، ورثى قتلاهم في معركة بدر،


١ المفصل جـ٦ ص٤٧٧ سيرة ابن هشام جـ١ ص٢٤٣.
٢ المفصل جـ٦ ص٤٧٦، ص٤٧٧، سيرة ابن هشام جـ١ ص٢٤٣.

<<  <   >  >>