ومناة والعزى، وكات تعبد في المطقة التي حول مكة وكان يعلو عليهن أبوهن الله١.
الإله والتصور الوثني:
هو في العادة يتكون من عدة آلهة، ولكن إذا ما انتصرت مدينة من المدن على عدة مدن، فيصبح إله هذه المدينة إلها عامًّا مشتركا تعترف به بقية المدن تحقيقًا لانتصار الإله وعباده.
ولا نجد إلهًا قوميًّا خاصًّا بالعرب؛ كالذي نجده عند العبرانيين من تعلقهم بـ "يهوه"؛ وعدهم إياه إلها خاصا بإسرائيل.
فقد صار هذا الإلهُ إلهَ جميع قبائل إسرائيل ويهوذا؛ أما العرب: فقد كانوا يعبدون جملة آلهة، كل قبيلة لها إله خاص بها، وآلهة أخرى، ولم يكن لها إله واحد له اسم واحد يعبده جميع العرب.
والظاهر أن القبائل الساكنة في الحجاز، ونجد، والعراق، والشام صارت قبيل الإسلام تتنكر لأصنامها العديدة، وتأخذ بالتوحيد، وبالاعتقاد بإله واحد هو "الله تعالى"، وهو الذي: نجده في الشعر الجاهلي؛ مما يدل على أن: قبائل أولئك الشعراء دانوا بالاعتقاد بوجود ذلك الإله فوق الأصنام والأوثان، وقد توج هذه العقيدة بتاج النصر في الإسلام.
غير أن:"الله تعالى" في الإسلام يختلف عن "الله" عند الجاهليين؛ "فالله" هو إله العالمين، إله جميع البشر على اختلافهم ليس له شريك من أصنام وأوثان.
أما "الله" عند الجاهليين: فهو رب الأرباب، وإله الآلهة، يسمو فوق آلهة القبائل؛ ولهذا ذكر في شعر شعراء مختلف القبائل؛ لأنه لا يختص بقبيلة واحدة.
١ الحضارات السامية ص٢٠٧ اسبتينومو سكاتي ترجمة د. السيد يعقوب بكر.