للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يشر القرآن الكريم إلى اعتقاد الجاهليين بوجود زوجة له. فهو في نظرهم إذن إله واحد متفرد لا يشاركه مشارك في حياته؛ وإذا كان "الله" واحدا أعزب فلا يمكن أن يكون له ولد.

ولكن القرآن: يشير إلى اعتقاد الجاهليين بوجود بنين وبنات "لله". ففي سورة الأنعام قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ} ١.

وقد ذهب المفسرون: إلى أن العرب قالت: الملائكة بنات "الله"؛ وقالت "اليهود، والنصارى: عزير والمسيح ابنا الله" وقال المشركون: الملائكة بنات "الله".

وفي سورة النحل قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَات} ٢.

"الله" في الشعر الجاهلي:

قد درس بعض المستشرقين هذا الموضوع؛ ولا سيما موضوع ورود اسم الجلالة في الشعر الجاهلي؛ فذهبوا في ذلك مذاهب:

منهم: من أيد صحة وروده في ذلك الشعر، وآمن أن الشعر الذي ورد فيه هو شعر جاهلي حقًّا.

ومنهم: من ذهب إلى أنه شعر صحيح، غير أن رواة الشعر أدخلوا اسم الجلالة فيه، ولم يكن هو فيه في الجاهلية، بأن رفعوا اسماء الأصنام، وأحلوا اسم "الله" بدل اللات.

وبينما نجد: أهل الأخبار ينسبون إلى هؤلاء الشعراء، وأمثالهم، الاعتقاد "بالله" تعالى نجدهم: ينسبون إليهم الحلف بالأصنام، والاعتقاد بها؛ فقد نسبوا إلى خداش بن زهير شعرا آمن به بالله تعالى؛ ثم نسبوا إليه قوله:

وبالمرورة البيضاء يوم تبالة ... ومحبسة النعمان حيث تنصرا


١ الأنعام آية ١٠٠، انظر المفصل جـ٦ ص١١٩، روح المعاني جـ٧ ص٢٠٩.
٢ سورة النحل آية ٥٧، المفصل جـ٦ ص١١٩، ص١٢٠.

<<  <   >  >>