للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أشار أهل الأخبار إلى قبور اتخذت مزارات كانت لرجال دين، ولسادات قبائل يقسم الناس بها، ويلوذون بصاحب القبر، ويجتمعون به؛ كالذي كان من أمر ضريح: "تميم بن مرة"؛ وكالذي ذكروه من أمر "اللات" من أنه كان رجلا في الأصل اتخذ قبره معبدا، ثم تحول الرجل إلى صنم.

ونجد في كتب الحديث نهيا عن بناء المساجد على القبور، واتخاذ الصور فيها، وقد أشارت إلى اتخاذ اليهود والنصارى قبور ساداتهم، وأوليائهم مساجد تقربوا إليها لذلك: نهى أهل الإسلام من التشبه بهم في تعظيم القبور١.

كما نهى عن: تكليل القبور وتجصيصها؛ والتكليل: رفع القبر وجعله كالكلة؛ وهي: الصوامع، والقباب التي تبنى على القبور٢.

ومن مظاهر الشرك المتجلي في التعبد للأمور الطبيعية، الملموسة: عبادة الشجر، وهي عبادة شائعة معروفة عند الساميين.

وقد أشار ابن الكلبي إلى "نخلة نجران"؛ وهي نخلة عظيمة كان أهل البلد يتعبدون لها، لها عيد في كل سنة؛ فإذا كان ذلك العيد علقوا عليها كل ثوب حسن وجوده، وحلي النساء، فخرجوا يومًا إليها، وعكفوا عليها يومًا.

ومنها: العزى، وذات أنواط.

يحدثنا أهل الأخبار: عن "ذات أنواط"، فيقولون: ذات أنواط: شجرة خضراء عظيمة كانت الجاهلية تأتيها كل سنة تعظيمًا لها، فتعلق عليها أسلحتها، وتذبح عندها، وكانت قريبة من مكة، وذكر أنهم كانوا إذا حجوا يعلقون أرديتهم عليها، ويدخلون الحرم بغير أردية تعظيمًا للبيت؛ ولذلك: سميت "ذات أنواط".

وقد روى أن بعض الناس قال: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط.


١ السابق ص٤٩، وانظر صحيح مسلم جـ٢ ص٦٦ باب عن بناء المساجد على القبور.
٢ المفصل جـ٦ ص٤٩، اللسان ١١/ ٥٩٥ مادة "ك ل ل".

<<  <   >  >>