للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للبعث أركبها إذا قيل اظعنوا ... متساوقين معا لحشر الحاشر

من لا يوافيه على عيرانه ... فالخلق بين مدافع أو عاثر

وكانوا يربطون الناقة معكوسة الرأس إلى مؤخرها مما يلي ظهرها أو مما يلي كلها وبطنها ويأخذون وليه، فيشدون وسطها ويقلدونها عنق الناقة ويتركونها حتى تموت عند القبر ويسمون الناقة "بلية"، والخيط الذي تشد به "ولية"، وقال بعضهم يشبه رجلا في "بلية": كالبلايا في أعناقها الولايا.

وإذا تصفحنا الشعر الذي ذكره ابن هشام في سيرته عن حادثة الفيل وجيش أبرهة -لو تصفحناه جميعا وأردنا تحليله من ناحية عاطفتهم الدينية، ثم أردنا أن نصل إلى ظواهر دينهم العام لما ترددنا في الحكم عليهم بأنهم مؤمنون موحدون، لا يشوب إيمانهم شوائب الوثنية أو سذاجة الشرك فما رأينا في شعرهم اسما لوثن أو صنم.

فعندما تقرأ شعر عبد المطلب يطالعك قوله:

لاهُمَّ أن العبد يمنـ ... ـع رحله فامنع رحالكْ

وانصر على آل الصليـ ... ـب وعابديه اليوم آلكْ

لا يغلبنَّ صليبُهم ... ومَحالُهم أبدا مَحالَكْ

لاهم: أي يا الله

فقابل بين الله والصليب.

فهذا منه يعني إدراكًا موضوعيًّا حين قابل بينهما؛ أي بين الله والصليب، وأن الله حقيقة والصليب زائف.

كذلك شعر عبد الله بن الزبعرى:

فهو يذكره في شعره:

والله من فوق العباد يقيمها

فلم يذكر وثنا ولا صنما وهو العنيد في جداله مع الرسول.

وأمية بن أبي الصلت الذي يبدأ قصيدته بقوله:

إن آيات ربنا ثاقباتٍ ... لا يماري فيهن إلا الكفورُ

<<  <   >  >>