وقد احتل الآراميون مدينة حران غالبًا، وهي أحد مراكزهم في ما بين النهرين، قبل احتلالهم دمشق، واقتبس القادمون الجدد بالتدريج حضارة الآموريين، والكنعانيين، الذين أقاموا بينهم غير أنهم احتفظوا بمظهر واحد من حضارتهم، وهو اللغة، وبخلاف الإسرائيليين والفلسطينيين؛ الذي أقاموا في أ, اخر القرن الثالث عشر في جنوب مناطقهم؛ فإن الآراميين احتفظوا بلهجتهم الأصلية، التي قدر لها أن تلعب دورا بالغ الأهمية في حياة غرب آسيا؛ وقد انقسمت إلى أقسام:
١- آرام النهري، وهم الذين سكنوا ما بين الفرات، ورافدة الخابور.
٢- فدان آرام؛ وهم الذين سكنوا ما بين دجلة، والفرات، ومركزها حران، وتقع حران على طريق تجاري عظيم، وأصبحت من أعظم مراكز الحضارة الآرامية.
٣- آرام دمشق؛ وقد تأسست مملكة دمشق في أواخر القرن الحادي عشر؛ وأصبحت مملكة كبرى تمتد إلى الفرات من جهة، وإلى اليرموك من جهة أخرى.
الوجه الثقافي والديني للحضارة الآرامية:
كان التجار الآراميون هم الذين نشروا لغتهم؛ منذ أول عهدهم في مختلف البلدان؛ وهي فرع من مجموعة اللغات السامية الشمالية الغربي؛ وكان فوزها على شقيقاتها اللغات السامية الأخرى، بما فيها العبرية؛ وأصبحت لغة المسيح وشعبه، والإشارة الثانية إن لم تكن الأولى للمسيحيين وجدت مكتوبة بالآرامية بحروف لاتينية مشوهة على جدار مسكن؛ وربما كنيسة في بومبي، مما يجعل تاريخها قبل ٧٩م؛ وهناك صلاة آرامية تسمى "مديش المقدس" تشبه الصلاة المسيحية، المعروفة بالصلاة الربانية في بعض عباراتها؛ وهي أقدم منها، وتبدأ بعبارة "ليتمجد ويتقدس اسمه العظيم" وأسطورة أحيناء الواسعة الانتشار تحوي بعض حكم آشورية، أو بابلية، ولكنها بالآرامية؛ وقد كتبت في القرن السابع أو ما بعده؛ ولم يقتصر انتشار الآرامية