الأرض، وكان مفيدا حين يرسل السيول، وكان من ألقابه "ريمون" الراعد؛ وقد يطلق عليه الاسمان معا "حدد ريمون" وكان أهم معبد للإله "حدد" في هيرابولس "منبج" أي المدينة المقدسة. ولكن له معابد في مدن سورية أخرى كثيرة، وفي لبنان، وكان محبوبا بصورة خاصة بين المزارعين في سورية، وامتزجت عبادته فيما بعد بعبادة الشمس وزخرف راسه عند ذلك بالأشعبة كما في بعلبك، وفي الغالب يعتبر "جوبتر" هليوبولينانس، الذي عبد في بعلبك معادلا للإله "حدد" الذي تبدل فيما بعد، فأصبح "جوبيتر الدمشقي" وعرف الآراميون عادة تسمية أبنائهم "بار حدد" أي "ابن حدد" أو ابن آلهة أخرى، وعبدت رفيقة "حدد" أو زوجته في هيرابولس وفي مراكز سامية أخرى باسم "أتارغاتس"، ويتألف رمزها من الهلال مع قرص الشمس؛ كان لها معبد في كرنيون في جلفاد، وكانت عسقلان في فلسطين مركزا لعبادتها، حيث اعتبرت غالبا معادلة لأفروديت. كذلك انتشرت عبادة "أتارغاتس" بين اليونان، وكان كهنتها عموما من الخصيان الذين اعتادوا القيام برحلات اليونان وإيطاليا؛ لنشر عبادتها بواسطة التنبؤات، والرقص الروحاني، ولجمع تبرعات الأتقياء لأجل معبدها، وكان التشريع الآشوري يطلب من نساء الرجال الأحرار، وبناتهم أن يغطين رءوسهن حين يخرجن إلى الشارع، وكانت مجموعة الآلهة الآرامية تضم فيما سوى الزوج الإلهي "حدد وأتارغاتس" عددا من الآلهة الأخرى، ذات المكانة الثانوية، بعضها محلي والبعض الآخر مستعار من الأمم المجاورة، وكانت الآلهة: حدد، وإيل، وركاب، وشمس؛ وهي التي أعطت الملك بناموا الأول الصولجان في الكتابة الأثرية التي تركها، ومنحته الأشياء التي صلى لأجلها ركاب، أو سائق المركبات هو إله مستورد إلى سورة مع إله الشمس الآشوري؛ وشمس الأشوري هو اسم إله الشمس، الذي كان يعبد في العالم السامي كله؛ ورشوف هو الإله الفينيقي "رشف" الذي كان كثيرا ما يمثل بشكل جندي مسلح، وفي كتابة ذاكر ملك حماة يرفع هذا الملك يديه لبعل شمين "سيد السموات" ورد فيها: فإن بعل شمين وإيلن وبرو شمشن وسهر، وإله السماء وإله الأرض مستهلكة، ويتضح أن بعل شمين هو "حدد" وهو "غيل وير" في الغاب وسهر هو إله القمر؛ وكانت حران مركزا الإله القمر الذي يسمى "سين" عند الأشوريين.