ويرد ذكر هذا الإله "سين" القمر على حجر تيماء، وهي واحة في شمال الحجاز، التي ترجع كتابتها إلى القرن الخامس ق. م. والإلهان المذكوران على هذا الحجر هما: سلم، ويشير إلى بعل المحلي، والثاني عاشرة.
تشريعات حمورابي:
استولى "ساموابي" أولا على شمال بابل نحو سنة ٢٤٦٠ ق. م. وكان جنوبها يومئذ في حوزة ملك عيلامي، وخلف ساموابي ابنه "ساموليلا" وانتقل إلى بابل فاتخذها كرسيًّا لمملكته، وهو أول من فعل ذلك؛ وتوالي بعده خلفاؤه من أسرته كما سيأتي حتى أفضى الملك إلى حمواربي؛ وهو سادسهم، فناهض العلاميين في الجنوب وعليهم ملك اسمه في آثار بابل "كرد لا قمر" وهو "كرد لا عومر" التوراة، وكانت بابل عاصمة غربي آسيا لا يثبت أمير علي إمارته إلا بعد أن يشخص إليها وينال التصديق من أنه "ابن بعل".
وفي أواسط الألف الثالث قبل الميلاد دخل الآراميون في دور جديد؛ فتدرجوا في الرقي بما امتازوا به من النشاط، فحازوا الأرضين وملكوا الإقطاع، وفي جملة المالكين "سموا أبي" جد عائلة حمورابي فاستعان بأبناء قبيلته في توسيع دائرة سلطته وفي أثناء هذه الدولة ظهر إبراهيم الخليل، وهاجر من أور الكلدانيين١.
تمدن دولة حمورابي:
كان السومريون قبل هذه الدولة قد اتخذوا دينا ووضعوا شريعة واخترعوا كتابة، ولهم لغة خاصة، فلما غلبهم الحمواربيون اقتبسوا تمدنهم، ونظمهم، وكان الحمورابيون في أول دولتهم يستخدمون اللغة السومرية في المكاتبات، ثم أهملوها بالتدريج حتى ذهبت وذهب معها العنصر السومري، وبقى العنصر السامي.
ولكن الحمورابين استبقوا الخط السومري، وهو القلم المسماري؛ لأنهم استخدموه في تدوين لسانهم، وزادوا فيه أحرفا لم تكن في السومرية.