للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل: أول من كسا البيتَ الديباجَ: "خالدُ بن جعفر بن كلاب"؛ أخذ لطيمة من البر، وأخذ فيها أنماطا فعلقها على الكعبة١.

الحج والعمرة:

وكلمة "حج" من الكلمات السامية الأصلية العتيقة.

وقد وردت: في كتابات مختلف الشعوب المنسوبة إلى بني سام، كما وردت في مواضع من أسفار التوراة، وهي تعني قصد مكان مقدس وزيارته.

ويكون الحج بأدعية، وبمخاطبة إلى الآلهة، وبتوسلات؛ لتتقبل حج ذلك الشخص، الذي قصدها تقربا إليها.

وقد ميز الشهر الذي يقع فيه الحج عن الأشهر الأخرى بتسميته شهر "ذي الحجة" "شهر الحج"؛ وذلك لوقوع الحج فيه.

وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَات} ٢، قال الطبري: اختلف أهل التأويل في قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَات} فقال بعضهم: يعني بالأشهر المعلومات شوالا، وذا القعدة، وعشرًا من ذي الحجة.

جعلهن الله تعالى للحج، وسائر الشهور للعمرة، فلا يصلح أن يحرم أحد بالحج إلا في أشهر الحج، والعمرة يحرم بها في كل شهر.

والحج إلى "مكة"، وإلى البيوت المقدسة الأخرى مثل بيت "اللات" في الطائف، وبيت "العزى" على مقربة من عرفات، وبقية البيوت الجاهلية المعظمة إنما هو أعياد يجتمع الناس فيها للاحتفال معا بتلك الأيام، وهم بذلك يدخلون على أنفسهم وعلى أنفس آلهتهم بحسب اعتقادهم، وتقترن هذه الاحتفالات بذبح الحيوانات كل يذبح على قدر طاقته ومكانته.


١ السابق جـ٦ ص٤٤٣، الإصابة جـ٢ ص٢٦٣.
٢ سورة البقرة آية ١٩٧.

<<  <   >  >>