للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والطواف بالبيوت وبالأصنام ركن من أركان الحج، ومنسك من مناسكه، وكانوا يفعلونه كلما دخلوا البيت الحرام؛ فإذا دخل أحدهم البيت الحرام، وإذا سافر أو عاد من سفر فأول ما كان يفعله الطواف بالبيت؛ وقد فعل غيرهم فعل قريش ببيوت أصنامهم؛ إذ كانوا يطوفون حولها كالذي يفعله أهل يثرب من: طوافهم "بمناة"١.

إن الطائفين بالبيت كانوا صنفين: صنف يطوف عريانا، وصنف يطوف في ثيابه؛ ويعرف من يطوف بالبيت عريانا "بالحلة" أما الذين يطوفون بثيابهم فيعرفون "بالحمس".

وأضاف بعض أهل الأخبار: صنفًا ثالثًا قالوا له: "الطلس" وقبائل الحلة من العرب: تميم بن مر كلها غير يربوع، ومازن وضبة، وحميس، وقيس عيلان بأسرها ما خلا ثقيفًا، وعدوان وغيرهم وغيرهم٢.

وقد ذكر هذه الأسماء: "محمد بن حبيب"؛ وذكرها: "اليعقوبي" وهم يذكرون أن "الحلة" هم ما عداد الحمس".

وإنهم كانوا يطوفون عراة إن لم يجدوا ثياب أحمسي، وكانوا يقصدون من طرحهم ثيابهم طرحهم ذنوبهم معها.

ويذكرون أنهم كانوا يقولون: لا نطوف في الثياب التي قارفنا فيها الذنوب، ولا نعبد الله في ثياب أذنبنا فيها؛ فيلقون الثياب عنهم، ويسمون ذلك الثوب اللقى.

كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس، والحمس قريش وما ولدت، كانوا يطوفون بالبيت عراة، إلا أن تعطيهم الحمس ثيابا فيعطي الرجال الرجال، والنساء النساء؛ فمن لم يكن له من العرب صديق بمكة يعيره ثوبًا، ولا يسار يستأجر به كان بين أحد أمرين: إما أن يطوف بالبيت عريانا؛ وإما أن يطوف في ثيابه؛ فإذا فرغ من طوافه ألقى ثوبه عنه؛ فلم يمسه أحد، وكان ذلك الثوب يسمى اللقى.


١ المفصل جـ٦ ص٣٤٧، ص٣٤٨، ص٣٥١، ص٣٥٤.
٢ السابق جـ٦ ص٣٥٤.

<<  <   >  >>