للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونسبوا إلى الجن إحداث كثير من الأمور غير الطبيعية مثل: الأمراض والأوبئة، والصرع والاستهواء، والجنون خاصة.

فالجنون هو: تلبس الجن بالإنسان، ودخولهم جسمه؛ لذلك: ربطوا بين الجن والجنون.

ويرى "نولدكه": أن فكرة الجنون من عمل الجن عقيدة قديمة، وجدت عند غير العرب كذلك١.

الشيطان:

الشيطان -"سلطان، سطن" في العبرانية، ومعناه عدو ومشتكٌّ في هذه اللغة.

وذكر الطبري: "الشيطان" في كلام العرب: كل متمرد من الجن والإنس والدواب، وكل شيء؛ ثم قال: وإنما سمي المتمرد من كل شيء شيطانا؛ لمفارقة أخلاقه وأفعاله أخلاق سائر جنسه وأفعاله، وبعده من الخير، وقد قيل: إنه أخذ من قول القائل: شطنت داري من دارك؛ يريد بذلك بعدت.

ومن الشياطين: شيطان اسمه "زوبعة"، وقيل هو رئيس للجن، ومنه سمي الإعصار زوبعة، ويقال: "أم زوبعة، وأبو زوبعة"، وهو الذي يثير الأعصاب حين يدور على نفسه، ثم يرتفع في السماء ساطعًا كأنه عمود.

وأما ما ورد في القصص عن الشياطين عند الجاهليين: فهو يختلف عما جاء عن الشيطان في الكتب اليهودية والنصرانية؛ مما يدل على أن منبعه منبع آخر، وأن الشيطان عند الجاهليين هو غير الشيطان المعروف عند اليهود والنصارى، الذي دخل إلى العرب قبيل الإسلام وفي الإسلام.

وقد وصف الشيطان بالقبح؛ فإذا أريد تعنيف شخص وتقبيحه قيل له: يا وجه الشيطان، وما هو إلا شيطان؛ يريدون بذلك القبح، وذلك على سبيل تمثيل قبحه بقبح الشيطان.


١ المفصل جـ٦ ص٧٢٣.

<<  <   >  >>