للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- وقال في الجامع: العرب تسمي كل من أذن بشيء قبل وقوعه كاهنًا.

الكهنة:

يشملون الفئة المتعلمة، النيرة في المجتمع؛ وهم على جانب كبير من الثراء والنفوذ، يتعاطون في بعض أعمال السحر في إخراج الأرواح الشريرة من المرضى.

وكثيرا ما يكون الكاهن حاكما يحكم من قصره المجاور للهيكل، وهذا الحاكم: كان يتولى السلطتين: الزمنية والكهنوتية وكثيرا ما يكونون ملاك الأرض كحق من حقوقهم، وامتياز من امتيازاتهم بصفتهم نوابا عن الآلهة.

قال الخطابي: الكهنة قوم لهم أذهان حادة ونفوس شريرة، وطباع نارية.

وكانت الكهانة في الجاهلية فاشية خصوصا في العرب لانقطاع النبوة فيهم.

أصناف الكهانة:

١- منها ما يخبر الجني به من يواليه بما غاب عن غيره مما لا يطلع الإنسان عليه غالبا، أو يطلع عليه من قرب منه لا من بعد.

٢- ما يستند إلى ظن وتخمين وحدس، فهذا قد يجعل الله فيه لبعض الناس قوة مع كثرة الكذب فيه.

٣- ما يستند إلى التجربة والعادة فيستدل على الحادث بما وقع قبل ذلك، وقد يعضده بعضهم بالزجر، والطرق والنجوم.

وكل ذلك مذموم شرعا؛ فعن أبي هريرة: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.

وقال القرطبي: كانوا في الجاهلية يترافعون إلى الكهان في الوقائع والأحكام ويرجعون

إلى أقوالهم، وقد انقطعت الكهانة بالبعثة المحمدية، لكن بقى في الوجود من يتشبه بهم، وثبت النهي عن إتيانهم فلا يحل إتيانهم ولا تصديقهم.

قال ابن إسحاق: الأحبار من اليهود، والرهبان من النصارى والكهان من العرب، ويربطون انتهاء الكهانة بقوله تعالى:

<<  <   >  >>