للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهكذا فإن الأسباط العشرة المفقودة؛ إنما المسببون منهم اندمجوا بغيرهم؛ ثم أضاف "سرجون" وخلفاؤه إلى سياسة السبي، ونقل الذين كانوا شوكة في جانب دولة "آشور" شيئا آخر، وهو: فقد أتوا بقبائل من بلاد بابل، وعيلام، وسورية، وبلاد العرب لتحل محل الإسرائيليين المسببين، وأسكنوها في السامرة.

وقد امتزج المستوطنون الجدد بين إسرائيل؛ ليشكلوا السامريين، واتخذت معتقداتهم الدينية أيضا مع عبادة "يهوه" وبعد عودة "عزرا" و"نحميا" من السبي حيث دافعا عن فكرة النقاوة العنصرية وطردوا من أورشليم حفيد الكاهن الأعلى؛ لزواجه من ابنة الحاكم السامري، ويبدو أن ذلك الكاهن المطرود أصبح كاهن السامريين، وبنى هيكل "لاجل" على جبل "جريزيم"؛ لينافس هيكل أورشليم"؛ وكان كتاب اليهود المقدس حينذاك يتألف من الكتب الخمسة فقط؛ ولذا فإن هذا القسم من العهد القديم، ظل منذ ذلك الحين الكتاب المقدس الوحيد للسامريين، وقد نقلوه في نوع قديم من الحروف العبرية "وجريزيم" وليس "صهيون" هو المكان المقدس بالنسبة لهم؛ وازداد العداء بين اليهود والسامريين مع الزمن، ولم يكن التزاوج بينهم مسموحًا في أي وقت؛ ومن أطراف أحاديث المسيح حديثه مع امرأة سامرية تعجبت كيف يطلب منها أن تعطيه؛ ليشرب مع أنه يهودي١؛ واختار المسيح في مثل من أبدع أمثاله رجلا سامريا؛ ليكون بطل قصة، ويلعب فيها دورا نبيلا٢، وفي أثناء اضطهاد أنطيوقس تألم السامريون، كما تألم اليهود٣، بالرغم من موافقتهم بالظاهر على التساهل وتكريس هيكلهم على جبل "جريزيم" للإله "زفس٤" ولغة السامريين هي العبرية٥.


١ إنجيل يوحنا ٤: ٩.
٢ إنجيل لوقا ١٠: ٣٠، ٣٧.
٣ سفر المكابيين الثاني ٥: ٢٣.
٤ المرجع السابق ٦: ٢.
٥ تاريخ سورية جـ١ ص٢١٤.

<<  <   >  >>