للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يهوذا:

وكانت قبيلتا يهوذا، وبنيامين في الجنوب تفضلان "يهوه" الذي مسكنه هيكل "أورشليم"، والذي كانت عبادته أكثر بساطة، وشهد عرش "يهوذا" عددا من الملوك يشبه عدد ملوك إسرائيل؛ وهو تسعة عشر ملكا، غير أن هذه المملكة الجنوبية

دامت نحو قرن وثلث، أكثر من مملكة إسرائيل في الشمال.

وفي عهد "بوشيا" توسعت المملكة في أيامه نحو الشمال، وحاولت إعادة توحيد إسرائيل مع "يهوذا" ثم اكتسب "بوشيا" شهرة خالدة كمصلح ديني حين تعاهد مع شعبه على عبادة "يهوه" وحده، وأحرقوا أواني بعل، والأجرام السماوية المؤلهة، التي كانت في الهيكل، وهدموا بيوت المابونين المجاورة، وخربوا المرتفعات في بلاد "يهوذا" في بلاد إسرائيل١.

الوجه الثقافي والديني للعبرانيين:

اتبع العبرانيون في مراحل حياتهم الأولى في فلسطين النموذج الحضاري للشرق الأدنى، الذي كان يمثله الكنعانيون، وقد أعطت كنعان لإسرائيل لغتها وأبجديتها.

ويعني ذلك: أنهم اقتبسوا دفعة واحدة تقريبا مجموعة من الطقوس، والمشاهد، والمراسيم القديمة، التي تضم الأعمدة الخشبية، والأماكن المرتفعة، وعبادة الحية٢، والعجل الذهبي٣ والتحريمات المتصلة بالطقوس في الأسفار الخمسة تفيد ضمنا أن هذه العادة كانت قبل تحريمها قد اقتبسها العبرانيون من جيرانهم، ثم اعتبرها الرؤساء غير متفقة مع اتجاهات الديانة العبرانية، والاعتراف بـ"يهوه" كالإله الرئيسي -بحق الفتح- لم يمنع اعتبار الآلهة المحلية مسيطرة على


١ الملوك الثاني ٢٣: ١-٢٥.
٢ سفر الملوك الثاني ١٨: ٤.
٣ السابق جزءا وصفحة.

<<  <   >  >>