للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خصب البلاد؛ وكانت سلطة "يهوه" على الدولة؛ بينما شئون الحياة العادية من زراعة وتجارة لم تكن من صلاحياته الرئيسية، وكان "يهوه" يكتسب كثيرا من صفات "بعل" مما جعله سيد السماء وباعث المطر، والمسيطر على العواصف، وكان الأهل كثيرًا ما يسمون ابنهم البكر بالنسبة ليهوه؛ بينما يسمون صغارهم بالنسبة "لبعل"، وتزداد نسبة الأسماء العبرانية المؤلفة من اسم "بعل" باطراد في الفترة الأولى، "وشاول" يسمى ابنه "إيش بعل ورجل بعل"، و"يوناثان" يسمى ابنه "مريد بعل- بعل ينازع"، ولقد سبق أن بعل فرضته "إيزابيل"١. يقول فيليب حتى: لم يصلنا مؤلف يشبه العهد القديم في أهميته من العصور التي سبقت المسيحية، والعهد خلال العصور قوة فعالة في حياة الرجال والنساء، ومرت مادته نفسه بأطوار كثيرة من الانتقاء والحذف، والتحقيق والضبط قبل أن تتخذ شكلها النهائي، وهناك نوع من الوحدة تتخلل العهد القديم٢.

الكهنة:

كان الكهنة يشكلون طبقة خاصة بين الأمم القديمة. أما الكهنة عند العبرانيين، فكانت تنحصر في أسرة هارون بصورة وراثية، والكاهن هو الذي كان يعلم الشريعة، ويعمل أكثر مما يعلم، ويقوم بالمراسم عند المذبح، ويجري سائر الطقوس، ويعمل كوسيط بين الإنسان والله، وتفسيرات الكهنة يطلق عليها الحكمة، والحكمة بخلاف الشريعة، فالأولى مصدرها الإنسان نتيجة اجتهاده واختياره وتعاليمه، وكتب الحكمة العبرانية الكبرى هي:

أسفار أيوب، والأمثال، والجامعة، وأعظم كتب الحكمة بدون شك سفر أيوب، وكان الحكيم العبراني يخاطب الفرد وليس المجموع، ورسالته كانت إدراك النجاح أكثر منها الحصول على رضى الله٣.


١ تاريخ سورية جـ١ ص٢٢٢.
٢ سفر الخروج ٢٨: ١.
٣ تاريخ سورية جـ١ ص٢٣١.

<<  <   >  >>