للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبوة الإلهية عربية لفظا ومعنى:

ويؤكد المرحوم الأستاذ العقاد أن الإسرائيليين "اليهود" تعلموا النبوة الإلهية بلفظها ومعناها من شعوب العرب، ولم تكن لهذه الكلمة عند الإسرائيليين "اليهود" لفظة تؤديها قبل وفودهم على أرض كنعان ومحاورتهم للعرب المقيمين في أرض مدين. فيقول: "إن كلمة نبي عربية لفظا ومعنى؛ لأن المعنى الذي يؤديه لا تجمعه كلمة واحدة في اللغات الأخرى، والعبريون قد استعاروها من العرب في شمال الجزيرة بعد اتصالهم بها؛ لأنهم كانوا يسمون الأنبياء القدماء بالآباء، ولم يفهموا من كلمة النبوة في مبدأ الأمر إلا معنى الإنذار فكانوا يسمّون النبي بالرائي١ أو الناظر أو رجل الله، ولم يطلقوا عليه اسم نبي إلا بعد معرفتهم بأربعة من أنبياء العرب المذكورين في التوراة، وهم: ملكي صادق، وأيوب، وبلعام، وشعيب الذي يسمونه يثروب، وهو معلم موسى الكليم"٢، وقد سمى إبراهيم الخليل برئيس الآباء٣، ويستشهد العقاد ببعض علماء الأديان الغربيين الذين ذهبوا إلى تأييد اقتباس أتباع موسى كلمة النبوة من العرب مثل الأستاذ هولشر والأستاذ شميدت اللذين يرجحان أن الكلمة دخلت اللغة العبرية بعد وفود القوم على فلسطين، فتشير التوراة إلى أن عاموس اغتاظ وغضب لما أطلق عليه اسم نبي، وقال: "لست أنا نبيًّا ولا أنا ابن نبي بل أنا راعٍ وجاني جميز"٤.

فأخذني الرب من وراء الضأن، وقال الرب: اذهب تنبأ لشعبي، ويعطي نص عاموس دلالتين؛ على خلاف ما يذهب بعض المستشرقين في تأويله في أنه اغتاظ أو غضب إنما أراد من إطلاقه عليه دلالتين:

الدلالة الأولى: أنه تنبأ من الله.

الدلالة الثانية: أن النبوة كانت تورث.


١ عا ٧: ١٢.
٢ العقاد، "الثقافة العربية" ص٧١.
٣ عب: ٧: ٤.
٤ عا ٧: ١٤-١٥.

<<  <   >  >>